Saturday, April 19, 2008

هـل الجهـل أفضـل ؟


النهارده حكيتلي الباشمهندسه اللي بشتغل معاها عن كتاب قريته للدكتور خالد منتصر اسمه وهم الاعجاز في القرآن ولأني اعرف نوع كتابات هذا الكاتب وفكره وآراؤه ماعنديش فضول قوي اسال عن اللي كتبه بس لقيتها بتكمل كلام وازاي انها متضايقه جدا لانها شافت ان طريقة الكاتب ورأيه ممكن يهز ثوابت جوه ناس كتير ورغم احساسها القوي برفض الطريق ده لكن وجدت نفسها بتتسائل ليس شك في الاعجاز ولكن بحثت عن كلام علمي ممكن ترد بيه علي كلامه فللاسف مالقيتش جواها الرد وده لانها بكل بساطه ليست عالمه في القرآن او الاعجاز القرآني او حتي العلوم



فلما اخبرت صديقتها كان رايها ان قراءة هذه الكتب غلط من الاساس لانها هتسير تساؤل وشكوك عن اشياء لا نعلمها ولا نتعلمها ولكن هي بداخلنا ثوابت او فطره ومنها مثلا ان القران اعجاز دائم مستمر الي يوم القيامه نكتشف كل يوم اعجاز جديد منها العلمي واللغوي والعلم بكل بواطن الامور ولو تعارض اي شئ والقرآن فلابد ان القران هو الصح والاصح او اننا فسرنا الايه بالطريقه الخطأ هذا ثابت رغم اننا لانعلم اي شئ عن الاعجاز العلمي ولا كيف نفسره ونوضحه وهذه الاشياء او الكتابات ممكن ان تهز الثوابت بسبب كثرة التساؤل ومنطقية الكلام في معظم الاحوال فمن الافضل البعد عنها ولا يكون لدينا الفضول عنها



ولكن هي كان لها راي آخر فهي تري ان تناقض التساؤلات مع الثوابت يجعلنا نريد ان نعلم حتي نتيقن من ثوابتنا وبلك لا يمكن ان نتسائل مره اخري فمثلا عندما قرئت كتاب الدكتور خالد تسائلت فبخثت عن موقع الدكتور زغلول النجار وبدات تعرف ماهو الاعجاز العلمي في القرآن فنهت كل تساؤل من هذه الناحيه وايضا عندما كانت تعمل مع بعض النصاري ومانوا يتقولون علي الرسول الكريم بنقطة زواجه ويصفونه بكلمة انه زير نساء وكثير من الكلام هي لم تكن تعرف كيف ترد ولكن هذا جعلها ان تقرأ عن نساء الرسول وزوجاته فالتساؤل يؤدي بنا الي التعلم حتي نخمد بذرة التساؤل بالعلم




السؤال دلوقتي هل نقرأ ونتسائل وبالتالي نتعلم أم الجهل هنا أفضـل ؟؟؟



متابعة:
أولا متشكره جدا لكل اللي علقوا وجاوبوا علي السؤال وفرحت جدا بتعليقات باشمهندس ما علينا واستاذ عصفور المدينه وشايفه انه كتكمله للموضوع لازم نجاوب علي السؤال وده بعرض التعليقات اللي جاوبت عليه من استاذ عصفور وباشمهندس ما علينا
ماعلينا:
السلام عليكم هو التعلم غير مرتبط بمحاولة الآخرين للتشكيك ॥ واإجابة السؤال ॥ نعم الجهل بما يكتبه المشككين أفضل .. والعلم بالدين أفضل .. والفتن تعرض على القلوب عرض الحصير، فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاءوأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى يصير القلب على قلبين: أبيض مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السماوات والأرضوالآخر أسود لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه।وكل واحد أدرى بحاله أما أن يبعد حتى يتلقى العلم بدينه الذي يحفظه من هذه الفتن أو أنه يدخل في الفتن لو هو شايف نفسه جامد ॥ بس يخلي باله على نفسه :)يعني هي لو عادتها طلب العلم من الأول وبتسعى لكده .. يبقى أظن لها الحق أن تطلع على كتب فيها شبهات عشان ترد عليها ولو كانت من الأول مش بتتعلم .. ووقع في ايدها قدرا الكتاب ده فقررت إنها تكون من الصنف الأول وتستمر في تلقي العلم وتفرغ نفسها له بغض النظر عن الشبهات دي أو غيرها .. فلها أن تسأل وتتعلم أما بقى لو كانت مش طالبة علم وتبحث عن هذه الكتب بزعم إنها كده تتيقن من ثوابتها ولما بيقع في ايدها كتاب بتروح تدور عشان تعرف ترد .. فدا تطبيق لمثل وضع العربة أمام الحصان :)
أستاذ عصفور المدينة:
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعينجزى الله أخي حاتم خيرا على حسن ظنه وإن كنت قد قرأت هذه التدوينة ولم أعلق عليها خشية أن أخوض فيما لا أحسن أما وقد وجبت أقول وبالله التوفيقدلائل الإيمان تتفاوت من إنسان إلى آخر وليس مايسع إنسانا يسع الآخرين فهناك من يزداد إيمانه بالنظر في الاعتقادات الأخرى ومقارنتها والدفاع عن الإسلام وهناك من ربما يقدح هذا الأمر في إيمانه هناك من يسع قلبه الخلاف الذي حدث بين الصحابة وهناك من لايسع قلبه ذلك هناك من يزداد إيمانه بما يسمى الإعجاز العلمي وهناك من لايزداد بذلكعصرنا هذا أصبح الناس فيه يعتقدون أنه ينبغي عليهم أن يتبنوا رؤى مشتركة للوصول إلى كما ل الإيمان وهذا أراه خللا شديدا في منهجية الناس هذه الأيام وهو التنميطلكي تكون مؤمنا لابد أن تسمع تفسير الشيخ فلان أو وعظ الشيخ فلان أو حتى كلام الدكتور فلان في إعجاز القرآن أو العلاج بالأعشاب بل قولوا أيضا لابد أن تسلك المنهج الحركي الفلاني لكي تكون عاملا للإسلام هذه مشكلة مشكلةفالحق أن التنوع بين الناس في الوصول إلى الجنة أمر أصيل في الإسلام بل إن عبد الله بن مسعود كان لا يصوم التطوع لأنه يجعله يقصر في الصلاة وقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يدعون كل من باب من أبواب الجنة وأن أبابكر يدعى من كل تلك الأبوابفلكل إنسان مداخل يقوى بها إيمانه وما يصلح إنسانا لا يصلح غيره وعلى الإنسان وحده وليس على المجتمع أو الجماعة أو النمط السائد على الإنسان أن يكتشف ماهو بابه إلى الجنةأيضا إطلاق اسم العلم أو الجهل على بعض التفاصيل هو أمر ينبغي التدقيق فيه فمثلا الذين شغلوا بالبحث في دلالات وعلاقات الأرقام في القرآن ربما يسمى هذا علما مثلما يسمى السحر علما تماما وأيضا الأبحاث ينبغي أن تأخذ هدفها الحقيقي أولافمثلا هل الغرض من قراءة تفاصيل أبحاث الإعجاز هو إثبات أصل ثبوت القرآن ونزوله من رب العالمين وأصل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكون كلامه وحيا طيب فمن كانت هذه حقائق راسخة عنده فلماذا يحتاج إلى ذلك هل للرد على ممن لا ينتمون إلى الإسلام طيب هل هو ممن يعملون في هذا المجال الدعوي هل يزداد إيمانه بذلك هل هل هلثم إن هذا المجال أيضا هو من مجالات الوصول لتفسير الآيات وفهم معانيها ولا ينبغي أيضا التعسف في الوصول لمعنى لكل آية وأيضا لابد أن يكون ذلك على منهج صحيح في التفسير بمعنى ألا يتم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة أو التعسف اللغوي وقصر معنى بعض الآيات على دلالة معينة رغم إن القرآن يدل دلالات متنوعةطبعا الطرف الآخر والإنكار والسخرية من ذلك هو طبيعة الحياة وجود مثل هذا التطرف والرغبة في الانتشار والصيت على حساب إنكار أي شيء وعدم التفريق بين ما هو ثابت وماليس كذلك هذا الإنكار والتطرف المقابل هو موضة وتقليعة هذه الأيام ولكن أقول أيضا أن هذا لا ينبغي أن يسمى دائما إنكار الثوابت بل لابد أن يخضع الطرفان للتدقيق العلمي وألا يكون شيئا معتبرا من الثوابت إلا إذا وصل إلى هذه المرتبة عن جدارةوللتلخيص والإجابة على السؤالنقرأ ونتسائل وبالتالي نتعلم أم الجهل هنا أفضـل ؟؟؟أقولالأمور رهينة بالحاجة وبالقدرة على العطاء في هذا المجال أو ذاك وفي تحقيق القرب من الله وكان لي مقولةينبغي أن نقيس كل هذه العلوم والأقوال والمناظراتبمقياس القرب من الله والطاعة وإصلاح دين الناسوألا تفقد هذه الوصلة بين العلم والعمل أبداوالله الموفق